انثي النسر هي من تختار زوجها المستقبلي   عملية اختيار انثي النسر لزوجها عملية معقدة بعض الشئ ، فنجد أنها تختار ذكرها بعناية فائقة علي عكس كل الكائنات الاخري ، فتقوم بالتحليق عالياً حاملة معاها غصن شجرة رقيق الحجم ، وتظل تحلق حتي ابعد نقطة ممكنة ، وسرعان ما تتجمع حولها ذكور النسور بصورة كبيرة . تقوم انثي النسر بإلقاء هذا الغصن إلي أسفل ، فيتسابق 

 

النسور للحصول علي هذا الغصن بصورة قتالية سريعة ، بشرط عدم سقوط هذا الغصن علي الارض ، ويحضره لها احدهم

 بمنقاره ويسلمه لها في عذوبه شديدة بمنقارها ، فهذا يعد من آداب التعامل بينهم . وتتسلمها منه الانثي ثم تقوم بإلقائها عدة مرات متتالية ويكرر الذكر نفس التصرف بصورة متكررة حتي يمل منها من يمل ويبقي واحد فقط يحضر لها الغصن بنفس الرقة المسبقة . فتحلق انثي النسر معه لأبعد موضع بين الصخور لبناء عش الزوجية باستخدام أغصان خشنة وقوية للبعد عن الكائنات المفترسة ثم يبدأ الزوجان بنتف انعم الريشات والزغب من جسديهما وتغطية العش بالكامل بها كي يكون العش ناعما دافئا للصغار عندنا يفقس البيض . يتم وضع بيضتان إلي ست بيضات سنوياً في هذا العش ، إلي ان يفقس البيض بشكل كامل ،

 ويعتني بهما الوالدان بصورة كاملة ، من حماية وإحضار طعام الي ان يكتمل نمو الريش . وبمجرد أن يكتمل نمو ريش ذيل الصغار ، يجلس النسر الاب على حافة العش ويبدأ بهز العش بجناحيه هزا متواصلا حتى يتخلص من كل الريش والزغب الذي غطيا به العش لتظل فقط تلك الاغصان الخشنة القوية . اما عن النسر الام ، فإنها تذهب لتصطاد فريسة جديدة من أجل الطعام ، ولكنها هذه المرة لا تضع الطعام للعش كما كانت تفعل دائما بل تجلس على مرأى من الصغار ، وعلي مسافة لا تقل عن خمسة امتار وتبدأ بالاكل بمفردها وببطيء شديد مثيرة بذلك شهية الصغار الجائعة ! يبدا الصغار بأولى محاولاتهم في الخروج من العش ومحاولة الطيران ، حيث ان العش غير مريح ، ويوجد علي مسافة عالية جدا ، وبمجرد خروج الصغار فإنهم يهوون في الهاوية السحيقة ، وهنا يأتي دور الاب الذي يسارع الى التقاط 

الصغير ( تماما كما كان يفعل مع الغصن ) . ولكن هذه المرة يحمله على ظهره ويعود للتحليق به الى الاعلى ووضعه من جديد في العش الخشن غير المريح للصغار الجائعون ، فيكرر الصغير المحاولة السابقة ويكرر النسر الاب انقاذهم مرة اخري ، وهكذا يتعلم صغار النسور الطيران !