القائمة الرئيسية

الصفحات

قصة قبل أن أنتهي من قراءتها بكيت ! أظن من يقرأها يبكي ! نعم الشيخ صالح اللحيدان

 


 قبل أن أنتهي من قراءتها بكيت ! أظن من يقرأها يبكي ! نعم نبكي لفقدانه.. -رحمه الله، وطيّب ثراه- يقول أحد ساكني حي الشيخ #صالح_اللحيدان -رحمه الله:  أسكنُ الحيَّ الذي كان يسكنه الشيخ -رحمه الله-، وكنتُ أصلّي الجمعة في جامعه الذي يُعرف باسمه، وأصلّي بعض الفرائض معه، فكنتُ أرى فيه رحمه الله هيبة العلماء ووقارهم، يدخل المسجد مع الأذان، ومكانه دائماً خلف الإمام، وإذا تأخر الإمام صلّى بالناس، وقرأ بصوت نجديٍّ خاشع، وصلاته خفيفة، ومرةً تأخّر الخطيبُ، فقام خطيباً يرتجل خطبته، فما أجمل تلك الخطبة التي رأيتُ فيها فِقه العالِم الرباني، كانت قصيرة لكنها مجملة، وعظ فأجاد، ونصح فأفاد، كان المصلّون يتهافتون عليه بعد الصلاة للسلام عليه، وكانت ابتسامتُه لا تفارق محيّاه، ويبقى وقتاً طويلاً للسلام، دون تضجّر أو ملل... كنتُ كثيراً ما أرى المحتاجين والمعوزين ينتظرونه عند الباب، فيستقبلهم بابتسامته المُشرقة، ثم ينزوي قليلاً فيُخرج من جيبه محفظتَه ويُخرِج منها أوراقاً نقدية زرقاء، ويعطيهم واحداً واحداً، وكان رحمه الله يفعل ذلك بنفسه، رغم وجود أبنائه أو مرافقيه معه..  صلّيت معه مرةً المغرب، فلاحظتُ سيارات كثيرة حول المسجد، وعندما دخلتُ وجدتُه يغصّ بالمصلين، وبعد الانتهاء من الصلاة والراتبة تقدّم عدد منهم نحو الشيخ، وأخذوا يتحدّثون عن أحد المنكرات العامة، وكان في بعضهم شِدّة، فقابلهم الشيخ برفق الأب الحاني الرؤوف، وأخذ يتحدث معهم بلين، فاستلّ غضبَهم وحماستَهم من نفوسهم، ووعدهم خيراً وأخذ يدعو لهم، فانصرفوا وهم يدعون له.. كان رحمه الله محبّاً لولاة الأمر ناصحاً لهم صادقاً أميناً، وكانوا في المقابل يعرفون فضله ومكانته ويقدّرونه أيّما تقدير..  كنت كثيراً ما آتيه للسلام عليه وتقبيل رأسه، وأحياناً أنفرد به بعد خروجه من المسجد لسؤاله في أمر خاص، وكان رحمه الله يقابلني بابتسامة، ويقف معي إلى أن أنتهي، ولا أنسى دعواته لي في كل مرة..  في إحدى المرّات بعد الصلاة لاحظتُ في طرف المسجد رجلاً معه بضعة رجال، وبقوا إلى حين انتهى الشيخ من أداء السنّة، وبعد فراغه أتى الرجلُ مقبلاً نحوه يحثّ الخُطى، وعندما دقّقتُ النظر، فإذا هو الأمير عبد العزيز بن فهد وفقه الله، فانحنى على يد الشيخ يقبّلها، ثم أخذ بيده، واتّجَها إلى نحو بيت الشيخ، وكانا يتبدلان الحديث فيما بينهما بكلّ أُلفة وحفاوة... كان الشيخ رحمه الله محلّ احترام الصغير والكبير، وكانت علاقاته مع أفراد الأسرة المالكة علاقة أصيلة ومتينة.. في أيام مرضه كان يحرص على أداء الصلاة في المسجد رغم اشتداده به، حتى إن أبناءه كانوا يعضّدون له، ثم كان يحضر على الكرسي المتحرّك، وكنتُ ألحظ شدّة انحنائه للسجود وهو على الكرسي لتصل يداه إلى الأرض، وهذا من حرصه على الصلاة وحسن أدائها.  رحم الله الشيخ فكم لفقْده من ألم... - منقول

تعليقات

التنقل السريع