بائع الثلج المسكين
ذكر ابن الجوزي في كتابه (المُدهِش) *أن رجلًا كان يبيع الثلج، فكان ينادي عليه فيقول: «ارحموا من يذوب رأس ماله»!* لقد كان هذا الرجل يستدِرّ عطف الناس وأموالَهم بأن بضاعته تذوب مع الوقت فتفنى؛ فلو لم يبع الثلج لذاب، ولضاع رأس المال،
فهو ينادي في السوق: «ارحموا من يذوب رأس ماله» أي: اشتروا مني الثلج وإلا ذاب وضاع رأس مالي كله. ارحموا مَن يذوبُ رأسُ مالِه اغتنم الأيام المعدودات.. قال واحد من السلف الصالح: لقد قرأت سورة "العصر" عشرين عاما ولا أفهم معناها*كنت أفكر كيف يكون الأصل في الإنسان الخسران.. والله يؤكده بكل المؤكدات.. ثم يستثني الله الناجين من الخسران بصفات أربعة وهي: الإيمان/ والعمل الصالح/ والتواصي بالحق/ والتواصي بالصبر؟* إلى أن سمعت يوماً بائعًا للثلج ينادي على بضاعته مستعطفا الناس فيقول:
"ارحموا من يذوبُ رأسُ مالِه"لأن الثلج ماء متجمد.. وقطرة الماء التي تسقط لن تعود مرة أخرى. هنا فهمت أن هذا هو معنى القسم في سورة "العصر"*.. *فرأس مالِك في الدنيا هو عمرك*.. واللحظة التي تمر من عمرك لن تعود ثانية.. *فكل واحد منا يذوب رأسُ ماله*.. فانتبهوا لرأسِ مالِكم وهو الوقت الذي تحيا فيه.. قبل أن ينتهي الأجل.. وها أنت قد من الله عليك بأن تكون من أهل رمضان.. *ولا تدري هل سيمر علينا رمضان آخر* ونحن من أهل الدنيا أم سنكون اين؟ *أطال الله عمركم وأحسن عملكم *انتبهوا لمن يسرق منكم رأس مالكم*
وكل واحدٍ فينا يعرف من الذي يسرقُ منه رأسَ ماله*.. *لا تضيّع لحظةً من رأس مالك.. وأنت لست في ذكرٍ لله أو طاعةٍ لله ولرسوله ﷺ.* طابت أوقاتكم في طاعة الله
تعليقات
إرسال تعليق