أنا “لمياء مؤنس عندي 30 سنة طبيب . زمان لما كان عندي 8 سنين خرجت مع ماما عشان نشتري لبس العيد.. فى
أنا “لمياء مؤنس”.. عندي 30 سنة.. طبيبة.. زمان لما كان عندي 8 سنين خرجت مع ماما عشان نشتري لبس العيد.. فى منطقة وسط البلد وإحنا وماشين فى طلعت ح*رب أمي وقعت!.. وقعت على الأرض فجأة، وكنا فى شارع جانبي ضيق.. كطفلة، وعشان كنت خجولة وبتكسف؛ لا قدرت أصرخ ولا أنادي على حد
وقفت متلصمة كإني مستنية ربنا يتدخل وببص لأمي وببكي!.. حتي بكايا كان بدون صوت!.. الحتة اللى وقعنا فيها ورغم إنها من ضمن أزحم مناطق القاهرة بس دي بالذات كانت فاضية!.. من تحت الأرض طلع راجل ومراته ومعاهم إبنهم الطفل اللي أصغر مني.. ماعرفش طلعوا منين بس كانوا شايلين أكياس فى إيديهم.. بمجرد ما لمحوني الراجل رمي الأكياس اللي فى إيده وحاول يفّوق أمي ولما مالقاش إستجابة شالها وقال لـ مراته خليكي معاها وشاور عليا.. جري بـ أمي وهو شايلها لفترة طويلة وأنا مش عارف وداها فين
طول المدة دي مراته قاعدة جنبي هي وإبنها وعمالة تطبطب عليا وتقول لى: ماتخافيش يا حبيبتي هتبقي كويسة إن شاء الله.. فين وفين لما ظهر الراجل وجاي وهو عرقان ومفرهد وقال: (الحمدلله لحقوها.. غيبوبة سكر).. عمرى ما أنسي لما قرب مني وحط إيده على وشي وطمني وقال لى: ماما بخير وإنتي جميلة.. رغم عدم كلامي وخضتي بس أنا كنت مركزة وحافظة تفاصيل الراجل ومراته وإبنهم.. وشوشهم.. كلامهم.. فاكرة حتي ألوان لبسهم.. وفاكرة لما الراجل ميل على مراته وقال لها بصوت واطي بس أنا فهمته من حركة شفايفه: خدي أحمد وروحي البيت وأنا هفضل معاها.. قبل ما مراته وإبنه يمشوا أخد منهم كيس من الأكياس اللى معاهم.. مشيوا.. فضل الراجل معايا وجابلي آيس كريم وأكل
قعد يضحكني ويهزر وطلع لعبة غالية من الكيس اللى كان معاه وإداهالي!.. أنا حرفياً بسبب الراجل ده نسيت إني فى كارثة!.. وبعد ما فات ساعة ونصف أو ساعتين أخدني من إيدي للمستشفى، وكانت أمي فاقت.. دخلت عليها أوضتها هناك وأنا مبسوطة وضاحكة كإني كنت فى رحلة!.. الراجل طلب من ماما رقم تليفون البيت عشان وقتها ماكنش فيه محمول مع كل الناس وخرج يتصل بـ بابا.. بابا ماردش وكان واضح إنه لسه مخلصش شغله.. رغم إن ماما وقفت على رجليها عادي وكنا ممكن نرجع لوحدنا، وحتى ماما قالت: (خلاص مش مشكلة أنا هتصرف وهكلمه على تليفون الشغل)؛ صمم الراجل إنه يوقف تاكسي ويركب جنب السواق ويوصلنا لحد باب البيت وقال: (لا ياريت ماتكلمهوش عشان مايقلقش).. وصلنا البيت وفضل اليوم ده عالق فى ذاكرتي.. كبرت وربنا كرمني ودخلت كلية طب، ويشاء ربنا إني أكون مع واحدة زميلتي فى مول فى مدينة نصر بنتعشي بعد يوم تعب وشغل فى المستشفي والوقت كان متأخر ونلاقي لمة ناس وزحمة
أنا بطبيعتي مش بحب أقف أتفرج لا على خناقات ولا لمة ناس.. بس المرة دي بالذات معرفش إيه اللى خلاّني أروح أبص!.. حتي “أروي” صاحبتي إستغربت!.. قولت لها: مش هنخسر حاجة دي بصة.. وصلنا لمنطقة الزحمة!.. لقيت نفس الراجل اللى ساعدنا أنا وأمي من 22 سنة قاعد جنب مراته وبيبكي!.. أنا فاكراه كويس والله وكنت بحلم بيه.. كان واضح إنها داخت ووقعت برضه!.. زقيت الناس ورحت علي مراته.. هو معرفنيش خالص وكانت ملامحه إتغيرت 180 درجة!.. شعره وقع وبقي لابس نضارة.. ربنا قدرني أنا و”أروي”، ورغم خجلنا نوجه الناس ونحركهم.. حد يشوف لنا عربية.. وسع إنت كده.. بسرعة بسرعة.. وصلنا للمستشفي بتاعتنا اللي بنشتغل فيها، وأنقذنا طنط بأعجوبة الحمدلله من الأزمة القلبية المفاجأة اللي حصلت لها!.. عمو كان قاعد على أعصابه ورغم إننا طمناه بس كان لسه بيبكي!
طمنته على قد ما أقدر وطلع ورقة من محفظته وقال لى: (لو سمحتي يا بنتي موبايلي فصل شحن ممكن تكلميلي إبني عشان ييجي؟، أنا كاتب رقمه فى ورقة أهو).. والله لا إرادياً لقيت نفسي بقول له: (ياريت ماتكلمهوش عشان مايقلقش، الموضوع بسيط).. وكل ده وهو مش فاكرني وأنا والله حاسة كإني فى حلم!.. كان المفروض طنط تفضل فى المستشفي كام يوم عشان شوية فحوصات، وكان ضروري عمو يرجع البيت عشان يجيب لها هدوم.. وصلته لحد بيته وإنتظرته لما نزل وفوجيء لما لقاني لسه تحت عشان كان فاكرني مشيت، ورجعته المستشفي تاني وقعدت معاهم لغاية تاني يوم العصر.. حتي ماما لما كلمتني قبل الفجر لما قلقت عليا وهي عارفة مواعيد شغلي، ده كان ردي.. (إنتي فين؟).. (كنت بـسدد دين).. بعد 4 أيام ولما طنط خرجت قررت أفكرهم أنا مين وأنا بسلم عليهم قبل ما يمشوا.. فكرتهم والحقيقة كنت بعاني عشان يفتكروا لإنهم فعلاً كانوا ناسيين!.. عمو بكي تاني!
قولت له: (سيبك من إنقاذك لحياة أمي، بس اللي ربنا يكرمك بسببه بجد هو جبرك لخاطري وأنا عيلة فى الموقف الصعب ده!).. قال بخجل: أنا معملتش حاجة والله يا بنتي، إيه يعني كام دقيقة!.. فكرته وقولت له: كانوا أكتر من 3 ساعات.. ضحك وقال بإندهاش حقيقي: إنتي فاكرة كويس أوي!..
رديت: ماينفعش لا أنساك ولا أنسي يا عمو.. قال: ولا ينفع هو كمان ينسي.. خلص الموقف بس تأثيره ماخلصش.. الموقف ده فكرني بحاجات شخصية كتير. دايماً كنت أسأل نفسي هو اللي يجبر بخاطر حد ده هيخسر إيه؟.. حبة مجهود؟.. وقت؟.. ثمن مكالمة موبايل؟.. وقفة شوية؟..
هيفرد وشه ويضحك ضحكة ولا إتنين؟.. ده يساوي إيه مقابل اللي هيسيبه من أثر فى اللي قدامه!.. مش عارفة الإجابة بس اللى عرفته وبقيت متأكدة منه إن جبر الخواطر كلها على الله، وهو ده الأهم لإنه مش بينسي.
وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان
أفعل ما شئت كما تدين تدان
إزرع خير لن تجد إلا الخير
منقول من اكونت دكتورة لمياء على تويتر للإفادة
إذا كنت من محبي القصص والمنشورات الجميله فضفني أو تابعني. #قصص_واقعية_للعبرة
تعليقات
إرسال تعليق