قصة كانت كلمة أمي الأخيرة لي قبل زواجي من الشاب الذي أحببته كثيرًا لكن لم يوافق
-إما أهلك وإما ذاك الشاب . كانت كلمة أمي الأخيرة لي قبل زواجي من الشاب الذي أحببته كثيرًا لكن لم يوافق أهلي وخاصة أمي عليه ، اخترته حينها لفرط حبي له ولأُثبت للجميع أنه الرجل الأنسب لي قالت أمي بحسم : -لن يتراجع والدك عن قراره وستخسرين الجميع . قُلت بمنتهى الاصرار : =هو يحبني وأنا أحبه وهذا يكفي ، أنتم الآن تقفون في طريق سعادتي بينما يقوم هو بإهدائي كل الحب والسعادة . فقاطعتني العائلة بأكملها وأقسم والدي في حضور أمي ألا أدخل لها بيتًا بعد ذلك ، في بداية الزواج كان نعم الزوج لي لدرجة أشعرتني أنه عوضني عن العالم بأسره فلم أشعر يومًا بالغربة ، لكن بعد سنة واحدة من الزواج سافر للخارج وانقطعت أخباره تمامًا فلم أعرف عنه شيئًا ، حاولت العودة إلى أهلي لكن وقف الجميع بوجهي وطُردت شر طردة ، فاسودت الدنيا بوجهي خاصة وأنا أحمل في أحشائي جنين لا يدري ماذا ينتظره في دُنياه . بدأت البحث عن عملٍ تاركة رقمي في
كل مكان أذهب إليه لربما يطلبني أحدهم للعمل وهذا ماحدث فعلًا طُلبت للعمل في شركة جيدة في أعمال السكرتارية ، وبعد فترة سكنت بجواري عروسٍ جديدة مع زوجها وكانت نعم الأخت لي ، أعود من العمل فأجدها تُقدم لي الطعام والحلوى وتُقسم أن أشاركها كل يوم الغداء ، لم يكن بجانبي سواها حين ولادتي ، وحتى بعد الولادة كنت أترك لها طفلتي وأذهب للعمل مرتاحة الباب ، كانت عوض الله لي وبدأت أشعر بالسعادة وبالأهل في حضرتها ، لكن وحتى تلك اللحظة لم أكن قد توقفت عن البحث عن زوجي حتى وصلتني ورقة طلاقي ذات يوم مع ساعي البريد وعرفت بعدها أن زوجي يقبع بمحافظة أخرى ولم يُسافر لكنه فقط تهرب من المسؤولية خاصةً وأن أهلي الأثرياء قاطعوني ، تذكرت كلام أمي وقد قالت : -تريثي يابنتي هو لم يحبك بل أحب مال والدك . لكني يومها كنت مُستميتة في الدفاع عنه وعن نواياه ، وصرت أبكي تارة على خداعه وغدره وتارة نادمة على عنادي وعدم سماع أهلي وخسارتي الفادحة لهم . لم تنتهِ الحكاية هنا فتلك الجارة لم تكن سوى عروسٍ تكفلت أمي بزواجها وجعلتها لي جارة وونيسة لتكون رفيقتي بعدما
حاولت كثيرًا مع أبي الذي لم يستطع مُسامحتي أبدًا فأصبحت هي بجواري طوال الوقت دون أن أشعر لأن قلبها لم يستطع رؤيتي على هذه الحال ويتخلى فتطلب من جارتي صُنع الوجبات المُحببة لنفسي والحلوى الشهية، حتى أن ذاك العمل هي من دبرّته لي بعد معرفتها بتحركاتي للبحث عن عمل فاتصلت بأحد المعارف واتفقت معهم على طلبي للعمل بأجر ميسور كانت تدفع نصفه من مالها الخاص ، عرفت كل هذا وقد أتمت ابنتي السابعة من عمرها وتُوفي والدي بعدما أخبرها على فراش الموت أنه سامحني ، فكانت أول مافعلته أمي مُعاودتي لحضنها وتعويضي عن تلك السنوات التي علّمتني فيها الحياة أن أمي أولًا والبقية بعدها.حب الأم هو الباقي مهما حدث
تعليقات
إرسال تعليق