القائمة الرئيسية

الصفحات

 قصة من عمق الإنسانية كلها عبرة لا عطر بعد عروس

 


   يروى أن فتاة اسمها أسماء ، أحبها رجلٌ يدعى عروس حبًا شديدًا، وتزوجها فكان يدللها وينفق عليها فيما تحب ، ويشتري لها كل ما تراه عينها حتى أنها كانت تشعر بالسعادة الغامرة لحب عروس لها ، ولكن شاءت الأقدار أن 

يتوفى عروس ويترك هذه الحسناء التي حزنت لفراقه حزنًا شديدًا، وبعد فترة من الزمن زوّجها أهلها من رجل آخر الذي كان يملك كل الصفات الذميمة في الرجال ،

 

 

 وعلى الرغم من أن حبها لابن عمها مازال في قلبها إلا أنها قبلت الزواج إرضاءً لأهلها.  وفي بيت زوجها الجديد لم تر تلك المرأة أي نوع من السعادة مطلقًا ! في أحد الأيام أراد زوجها أن يذهب بها إلى أهله حتى تبتعد أسماء عن كل ما يذكرها بهذا المكان ، فوافقت على شرط أن تذهب لقبر عروس تودعه، فوافق زوجها لعله يستريح من هذه الذكرى للأبد!  وقفت أسماء على قبر عروس ورثته وبكت بكاء شديدًا وقبل أن تنهض تركت عطرها على قبره، فأشار زوجها إلى القارورة كي تحملها، فرفضت وقالت مقولتها:   لا عطر بعد عروس!  يضرب بهذا المثل: حين تفقد الأشياء قيمتها الأولى، أو على الأقل لا تحمل الأشياء قيمة موازية للبدايات !  ففي الحب، كلنا نعرف أن هناك أشياء في هذه الحياة لا تتكرر 
 

 

، فنحن لا يمكننا استعادة الإحساس ذاته الذي شعرنا به عندما التقينا بحُب حياتنا أول مرة، أو استعادة تلك اللهفة الغامرة التي استولت على أرواحنا بمجرد أن التقينا بأنصافنا التي لطالما كانت حلماً بالنسبة إلينا!  هناك شوارع ، وأمكنة ، وشواهد ، وأشخاص ، وأسواق ، وأشياء كثيرة رأيناها أو التقيناها لأول مرة، ثمّة أرواح ذات نُدرة، لا يتكرّر أشباهها كثيرًا، وجودها وألأحساس بها أمان، وحضورها غبطة وفرحة وتسلية، ودفء لقائها يجعل العالم بدونها صقيعًا، لن تستطيع بعدها أن تحس أمنا، أو تستذكر دفأ، أو تعيش أملاً..... حين يضيع عطرك ألأول.....  ولن تغريك عطور الدنيا.

تعليقات

التنقل السريع