جوليان كويبك.. القصة المثيرة للناجية الوحيدة من أخطر حوادث الصواعق الرعدية
انطلقت المراهقة الألمانية جوليان كويبك مع والدتها إلى مطار ليما في بيرو، للركوب على متن طائرة تحمل معهما 84 من الركاب الآخرين، في رحلة جوية مؤسفة شهدت مقتل الركاب جميعا، إلا ابنة الـ17 عاما، والتي وجدت نفسها في صراع من أجل البقاء بداخل غابات الأمازون.
سقوط طائرة بيرو
لم تكن تتخيل جوليان كويبك، أن تكون رحلتها الجوية إلى مدينة بوكالبا البيروفية، السبب في تغير حياتها رأسا على عقب، فبينما حلقت الطائرة بها وبوالدتها إضافة إلى عشرات الركاب الآخرين، جاءت صاعقة مخيفة لتؤدي إلى حدوث تحطم شبه كامل في الطائرة، نتج عنه سقوطها بداخل غابات الأمازون.
تحكي جوليان ما حدث خلال تلك الرحلة المؤسفة: “شعرنا جميعا بالهلع بداخل الطائرة، حتى أننا فقدنا القدرة على الكلام حينئذ، ولم يكن بمقدور أحد القيام بشيء إلا الصراخ، فيما نظرت لي والدتي وقالت بصوت هادئ تماما، تلك هي النهاية، لتكون آخر الكلمات التي سمعتها منها”.
تحولت أصوات الصراخ بعد السقوط المرعب إلى هدوء تام، حيث لم تكد جوليان تسمع حولها إلا أصوات الرياح القوية، لتفاجأ بنفسها وسط الغابات، وتدرك أنها مازالت على قيد الحياة بغرابة شديدة، رغم السقوط من ارتفاع تجاوز الميلين عن الأرض.
وسط الغابات
تقول جوليان خلال اللقاء الذي أجرته مع BBC في عام 2012: “فقدت الوعي بعد السقوط مباشرة، لأجد نفسي في اليوم التالي وسط الغابات، وأدرك كم أنا محظوظة كوني نجوت من حادث تحطم طائرة في السما
لم تكن جوليان في هذا الوقت على ما يرام، حيث عانت من كسر في عظم الترقوة، وجروح عميقة بالذراعين والقدمين، علاوة على تمزق في الركبة زاد من صعوبة سيرها آنذاك، لذا شعرت المراهقة الصغيرة بالوحدة والضياع، ولم تجد في جعبتها إلى الخبرة البسيطة التي تمتلكها عن عالم الغابات، بفضل عمل والديها من قبل في إحدى وكالات الأبحاث عن الغابات، وتحديدا عن غابات الأمازون.
أمضت جوليان أيام وليال طويلة وحدها وسط الأمازون، إذ قاومت آلامها وسارت على قدميها كثيرا، حتى عثر عليها بعض الرجال، الذين نقلوها على الفور لأقرب المستشفيات، كما تقول: “كنت أعاني من آلام شديدة، لذا غفوت وسط مشاعر التعب في اليوم العاشر، لأستيقظ على أصوات البشر أخيرا”، مضيفة:” في هذا الوقت الصعب كانت أصوات هؤلاء الرجال مثل أصوات الملائكة بالنسبة لي”.
في النهاية، تجاوزت جوليان كويبك حادث التحطم المؤسف، لتعيش حياة هادئة الآن في ألمانيا، بعد أن صارت الناجية الوحيدة من حادثة طائرة بيرو، التي دخلت موسوعة جينس كونها أخطر حوادث الطائرات الناتجة عن الصواعق الرعدية.
تعليقات
إرسال تعليق